كيف سينتهي صراع الفنان مع الآلة الحديثة؟
أسئلة مثارة حول الرسم الرقـمي والفـن الإلكتروني
الطائف: سامي جريدي من التساؤل الأول لفهم الوجود يجيء الفـن كمنطقة مفتوحة للبحث والكشف والاقتناص عن طرق جديدة للتعبير والتفسير. فليس، مثلا، إيمان الفنان بأن هناك طرقا فنية أخرى لم تزل بحاجة إلى أن يجوب فيها الأماكن والأفكار باحثا عن عوالمها المعرفية والجمالية، إلا مستوى من مستويات بحثه الطويل عن الاختلاف الداخلي الذي يعيشه في عصر جديد وتقني مختلف.
وحينما نتحدث عن الرسم الرقمي، نكون قد دخلنا إلى منطقة أخرى، هي أقرب للمادية التقنية الجافة منها إلى الروحية الغائية التي كانت تبحث سابقا في جوهر الفن، إنها منطقة تعتمد على الحاسوب، من خلال استخدام الآلة الإلكترونية وبرامج الفوتوشوب، والماسح الضوئي، وبرامج التحريك البصري التي بدأ فيها فنان هذا النوع من الفن الجديد الاستغناء، إلى حد كبير، عن الريشة والفرشاة ورائحة الألوان التي رافقته زمنا طويلا.
وليس السؤال الفلسفي لوجودية هذا الفن والبحث في نشأته إلا طريقة مغايرة في التاريخية التي يسعى فنان هذا العصر غالبا إلى إخراجها من وعيه الفني الذي يختبئ بداخله إلى أشكال فنية مكشوفة تحكي عن المجتمع والحياة.
وبطريقة أكثر وعيا بالمستقبل، نصل إلى أنه لا نستطيع الآن تحديد الأطر التي يمكن من خلالها فهم مدلول مساهمة الرسم الرقمي في تطوير الساحة الفنية، لأن طبيعة المشهد التشكيلي العربي ما تزال تعيش اضطرابها الفني، الذي هو صورة أخرى لاضطراب الفنان مع أزمته الذاتية المتصلة بأزمة العصر وانعدام النخبة من المثقفين المتذوقين لهذه الأنواع الفنية الجديدة.
فالثورة المعلوماتية المتصلة بالإلكترونيك، من ظهور تقنيات وأسماء جديدة كالبلوتوث ورسائل msm وsms في الجوال، والشات، والإيميل، والماسنجر، وBB وغيرها من برامج التصوير الضوئي، وتعديل ملمح الصورة، ووسائل التواصل البصري كالـ«إنستغرام»، والـ«فيس بوك»، وغيرها جعلت فنان هذا العصر يعيش صراعه الجديد مع الآلة الحديثة ليخلق من خلالها طرقا جديدة للتعبير والتواصل والتي أخذت موقعها فيما بعد عالم الاحتراف الفني والكتابي.
إن خطورة الرسم الرقمي لا تكمن في حقيقته الإلكترونية بقدر ما تكمن في كونه فنا إبداعيا له من الرؤى الفنية ما للتشكيل من رؤى وأفكار، فهو فن مهم ويتصل بالرسوم الحديثة للأفلام الكارتونية في هوليود، وفي البرامج الدعائية، وفي الأفلام السينمائية القائمة على حركة الشخصيات والأضواء المنبعثة من تقنية عالية الجودة في التصميم الإخراجي للصورة.
ومن يتأمل الفنان التشكيلي السعودي مثلا، فسيدرك جيدا أن الذين تقبلوا هذا النوع من الفن ليسوا هم من الفنانين التشكيليين في الغالب، بل هم من احترف دورات الفوتوشوب سابقا واشتغل على برامج إلكترونية متنوعة قريبة من ثلاثية الأبعاد، ونظم البرمجة، وبرامج الـ«إكس ثري» وغيرها. الأمر الذي سيجعلنا نفكر طويلا في نوعية الفنان القادم عبر هذا النوع من الفن في كونه شخصا مختلفا عن الفنان الذي اعتدناه سابقا، مما يؤكد أن ذلك سيدخل في اختلاف الطريقة والرؤية التي سوف تكون عليها فنون المستقبل.
* ناقد تشكيلي سعودي
وحينما نتحدث عن الرسم الرقمي، نكون قد دخلنا إلى منطقة أخرى، هي أقرب للمادية التقنية الجافة منها إلى الروحية الغائية التي كانت تبحث سابقا في جوهر الفن، إنها منطقة تعتمد على الحاسوب، من خلال استخدام الآلة الإلكترونية وبرامج الفوتوشوب، والماسح الضوئي، وبرامج التحريك البصري التي بدأ فيها فنان هذا النوع من الفن الجديد الاستغناء، إلى حد كبير، عن الريشة والفرشاة ورائحة الألوان التي رافقته زمنا طويلا.
وليس السؤال الفلسفي لوجودية هذا الفن والبحث في نشأته إلا طريقة مغايرة في التاريخية التي يسعى فنان هذا العصر غالبا إلى إخراجها من وعيه الفني الذي يختبئ بداخله إلى أشكال فنية مكشوفة تحكي عن المجتمع والحياة.
وبطريقة أكثر وعيا بالمستقبل، نصل إلى أنه لا نستطيع الآن تحديد الأطر التي يمكن من خلالها فهم مدلول مساهمة الرسم الرقمي في تطوير الساحة الفنية، لأن طبيعة المشهد التشكيلي العربي ما تزال تعيش اضطرابها الفني، الذي هو صورة أخرى لاضطراب الفنان مع أزمته الذاتية المتصلة بأزمة العصر وانعدام النخبة من المثقفين المتذوقين لهذه الأنواع الفنية الجديدة.
فالثورة المعلوماتية المتصلة بالإلكترونيك، من ظهور تقنيات وأسماء جديدة كالبلوتوث ورسائل msm وsms في الجوال، والشات، والإيميل، والماسنجر، وBB وغيرها من برامج التصوير الضوئي، وتعديل ملمح الصورة، ووسائل التواصل البصري كالـ«إنستغرام»، والـ«فيس بوك»، وغيرها جعلت فنان هذا العصر يعيش صراعه الجديد مع الآلة الحديثة ليخلق من خلالها طرقا جديدة للتعبير والتواصل والتي أخذت موقعها فيما بعد عالم الاحتراف الفني والكتابي.
إن خطورة الرسم الرقمي لا تكمن في حقيقته الإلكترونية بقدر ما تكمن في كونه فنا إبداعيا له من الرؤى الفنية ما للتشكيل من رؤى وأفكار، فهو فن مهم ويتصل بالرسوم الحديثة للأفلام الكارتونية في هوليود، وفي البرامج الدعائية، وفي الأفلام السينمائية القائمة على حركة الشخصيات والأضواء المنبعثة من تقنية عالية الجودة في التصميم الإخراجي للصورة.
ومن يتأمل الفنان التشكيلي السعودي مثلا، فسيدرك جيدا أن الذين تقبلوا هذا النوع من الفن ليسوا هم من الفنانين التشكيليين في الغالب، بل هم من احترف دورات الفوتوشوب سابقا واشتغل على برامج إلكترونية متنوعة قريبة من ثلاثية الأبعاد، ونظم البرمجة، وبرامج الـ«إكس ثري» وغيرها. الأمر الذي سيجعلنا نفكر طويلا في نوعية الفنان القادم عبر هذا النوع من الفن في كونه شخصا مختلفا عن الفنان الذي اعتدناه سابقا، مما يؤكد أن ذلك سيدخل في اختلاف الطريقة والرؤية التي سوف تكون عليها فنون المستقبل.
* ناقد تشكيلي سعودي