محمد أسليـم: الثورة الرقمية: نوع بشري جديد أم إبدال أدبي جديد؟
محمد أسليـم: الثورة الرقمية: نوع بشري جديد أم إبدال أدبي جديد؟
لقائي بالأدب الرقمي هو لقاء عرضي، يدخل في إطار تأمل عام، لأن اهتمامي بالرقمية يتم من زاوية مخالفة للمتخصصين بالأدب في دائرته الضيقة، فما يشغلني بصفة خاصة وفي المقام الأول هو: ما هو الإنسان وماذا يفعل وإلى أين يسير؟ للإجابة عن هذا السؤال، يمكن اقتراح مشهد يتألف تظهر فيه ثلاثة مراحل على الأقل:
- مرحلة ما قبل الإنسان، هي مرحلة ظهور الحياة على وجه الأرض، في هذا الصدد جميع البيولوجيون على أن «الحي كما نعرفه اليوم هو ثمرة تطورات استغرقت عدة ملايير من السنين»[1]، ويقال إن ظهور الجنس وأول الأشكال الحيوانية قد ظهرت منذ حوالي 1.6 مليار سنة[2]، وأن في دماغنا جزيئات تعود إلى 2.5 مليار سنة[3]. يمكن طرح سؤال: هل يمكن الحديث عن حياة في المرحلة ما قبل العضوية؟ يقدم العلم الآن إجابات، بحيث يجري الحديث عن ذاكرة الماء[4]، وذاكرة الرمل[5]، كما استقى يونغ نماذجه ما قبل العضوية[6]، وإذا صحت هذه الأطروحة، فيبقى مجال البحث مفتوحا لمعرفة الموروث فينا (الذاكري لا العضوي) من تلك الحقبة السحيقة، من جهة، والمشترك بيننا وبين من يحيط بنا ممن تجمعنا بهم قرابات، مثل الفقريات، والثدييات، الخ. في هذا الصدد، على سبيل المثال، يرى البعض أن التعاطف عندنا قد ورثناه من الثدييات منذ حوالي 000 170 سنة: «بدأ البيولوجيون والباحثون في العلوم المعرفية بالكاد أن يلتقطوا سلوكات تعاطفية بدائية في فئة الثدييات بكاملها – عند الحيوانات التي تربي صغارها. ويشيرون إلى أن الرئيسيات، وخاصة بني الإنسان، بقشرتهن المخية الحديثة الأكثر تطورا، هم «مجهزون من أجل التعاطف» بالخصوص»[7]